اشتعال الجبهة اللبنانية.. القصف الإسرائيلي يطال مدينة بعلبك لأول مرة منذ بدء الحرب
قال الجيش الإسرائيلي إن قواته الجوية أغارت على أهداف لجماعة حزب الله "في عمق لبنان"، حيث أبلغ السكان عن وقوع انفجارات قرب مدينة بعلبك شمال شرق البلاد. وقال مسؤول في حزب الله إن شخصين على الأقل قُتلا في الغارات. وتعد هذه الغارات من بين الأعمق داخل لبنان منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة قبل أكثر من أربعة أشهر. وتأتي هذه الغارات بعد يوم واحد من تعهد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بتكثيف الهجمات على حزب الله اللبناني حتى لو تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار مع حماس في قطاع غزة. وجاءت الضربات على بعلبك اليوم، بعد وقت قصير من إعلان حزب الله إسقاط "مسيّرة إسرائيلية كبيرة من نوع (هرمز 450) بصاروخ أرض جو فوق منطقة إقليم التفاح" الواقعة على بعد قرابة 20 كيلومتراً من الحدود. وزاد ذلك من حدة التوتر على طول الحدود اللبنانية الإسرائيلية في الوقت الذي تجري فيه محادثات لوقف إطلاق النار في غزة. وقال مسؤولون أمنيون لبنانيون إن سلاح الجو الإسرائيلي شن ثلاث غارات جوية على أطراف قرية البوداي قرب بعلبك مستهدفًا قافلة شاحنات. وتعد بلدة البوداي معقلًا لحزب الله. وأكد مسؤول في حزب الله، فضّل عدم الكشف عن هويته، إن الضربات التي قتلت شخصين على الأقل، أصابت إحداها مبنى تابعاً لمؤسسة مدنية للحزب، وأخرى استهدفت مستودعاً للمنتجات الغذائية، وهو جزء من "مشروع السجّاد" التابع لحزب الله. ففي مواجهة الأزمة التي تعصف بلبنان، لجأ حزب الله إلى فتح سلسلة متاجر تتوفر فيها سلع سورية وعراقية وإيرانية بأسعار مخفضة. وللتسوق في هذه المتاجر، يجب الحصول على بطاقة خاصة يمنحها الحزب الذي يسعى إلى تخفيف الضغط عن قاعدته الشعبية. ومنذ اليوم التالي للهجوم الذي شنّته حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، تشهد الحدود اللبنانية تصعيداً بين حزب الله وإسرائيل. ويعلن الحزب استهداف مواقع وأجهزة تجسس وتجمعات عسكرية إسرائيلية "دعماً لغزة". لكن الغارة على بعلبك، بسبب موقعها في العمق اللبناني، تعتبر هي الأهم منذ الغارة الجوية التي استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت في أوائل يناير/كانون الثاني، وأسفرت عن مقتل  نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" صالح العاروري مع ستة من رفاقه. ورغم أن حزب الله قال إنه سيوقف هجماته شبه اليومية على إسرائيل، إذا تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، أفاد غالانت، وزير الدفاع الإسرائيلي، يوم الأحد، بأن أي شخص يعتقد أن وقف إطلاق النار المؤقت في غزة سينطبق أيضاً على الجبهة الشمالية "مخطئ".
مدة: