على الرغم من الأوضاع المأساوية التي يعيشها أكثر من مليون فلسطيني في مختلف أنحاء قطاع غزة منذ 138 يوما، والتقارير المرعبة التي تفيد بأن شبح المجاعة يخيم على القطاع المنكوب في ظل نقص حاد في إمدادات الطعام وغياب المساعدات ولجوء المواطنين إلى علف الحيوانات لملء بطونهم الخاوية. واضافة الى المعلومات التي اثارت الذعر داخل المنظمات التابعة للأمم المتحدة، والتي تناولت تعرض النساء الفلسطينيات للاعتداء الجنسي والعنف الجسدي من قبل جنود في الجيش الإسرائيلي.. رغم هذا كله.. استخدمت أمريكا مجددا وللمرة الثالثة حق النقض ضد مشروع قرار في مجلس الأمن يطالب بوقف فوري لإطلاق النار.  ما ينذر بأن مسلسل الدمار والقتل في غزة سيستمر لفترة أطول، لأيام أو أشهر حتى، ما لم يتم التوصل بسرعة إلى اتفاق هدنة جديد بين اسرائيل وحماس.. كل ذلك ياتي وسط اشتداد المعارك في جنوب القطاع، وتنفيذ الجيش الإسرائيلي غارات على المناطق الشرقية لرفح، المدينة الواقعة على الحدود المصرية. وفي اول تعليق أمريكي، بررت الخارجية الأمريكية قراراها، بالقول إن مثل هذا التوجه سيعرّض المفاوضات بشأن هدنة مؤقتة وإطلاق الرهائن الإسرائيليين "للخطر، وأن وقفاً لإطلاق نار مشروط يفيد حماس، الحركة التي تسعى إسرائيل إلى القضاء عليها وإلغاء وجودها منذ حوالي أربعة أشهر.